الأحد، 26 يونيو 2011

سأكون شخر اخر

عنوان قد يبدوا مبهماً نوعاً ما ولكن هل حاولنا قليلاً التمعن في مفردات هذه الكلمات التي قد تدخل مسامعنا وتجعلنا نصمت لمدة ونفكر...!
هذا ماحدث معي في وقتها ... وانا في طريقي الى العمل في يوماً من الايام واذا بي اجلس بجانب رجل كبير السن وقد اثقلت وجهه نظاراته الطبيه الكبيرة والتي تدل على قدم صنعها وتحمل بين ثناياها الكثير من الاسرار والايام الغابرة.
في حينها سقط نظري على كتاب قديم مهترأ الاوراق كان يحمله بين يديه كأنما كان يحمل احد من ابنائه وبحنان ويقلب اوراقه برقة وهدوء ... ولم اهتم في بادئ الامر ولكن قد جذبني وعزلني عن العالم الخارجي هو العنوان التالي " سأكون شخص آخر ". عنوان قوي قد يبادر اي شخص منا وهو في حاله من الانفعال العاطفي والنفسي ونوع من التحدي والاصرار الشبابي المتدفق في دمائنا . ولكن اعتلت على وجهي ابتسامه فما بال هذا الرجل الكبير في السن وما بال تغير نفسه ليكون شخص اخر . والعجيب في الامر استغرق في قرائتها وقت اطول وبتمعن اكثر من المواضيع الاخرى التي كان يمر عليها مر الكرام .
هنا يتكون السؤال امام انظارنا هل سنقتدي بهذا الشخص الذي اثقل العمر والسنون واحنت ظهرة ونتعلم منه القليل لكي نصحوا على حقيقه تغير حالنا وتدريب انفسنا على منهج جديد بعيد عن التقليد الاعمى والتخلف والتقييد بالمعتقدات المتخلفة التي اثبت الاسلام والعلم بأنها خاطئه.
علينا ان نهتدي الى الطريق الصحيح لتكوين وبناء الطريق بأيدينا مهما كانت الظروف التي قد تواجه كل شخص والتي تكاد من المستحيل ان لم تطل اي احد منا. وخصوصاً في ظروفنا القاهرة التي لم ولن تكن مثلها ابداً.
الرجل الكبير في السن قد اشعل نار التغيير في داخلي للتقدم نحو الافضل والاصرار على تحقيق هدفي والتمسك بالعلم والنصيحه والاستشارة من الاشخاص الموثوقين. فهل ستعمل انت ايضاً وتفكر ولو قليلاً بالتغير في داخلك قبل ان تطالب بتغير الاوضاع المحيطة بك فالتغيير يأتي من الفرد لا من المجتمع فالفرد اساس المجتمع اولاً وكما قال الله تعالي " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " . فعلينا ان نتبع كلام الله وهو كلامه الحق فالتغيير يأتي من انفسنا لا من الاخرين . والطرفه في الموضوع بأن هذا الكتاب لم اعلم عنوانه ابداً فلقد ترددت في وقتها والطلب من صاحب الكتاب وسؤاله لمعرفة ماهو العنوان .

مقالة رقم 2
سنة 2011 شهر يونيو اليوم 26
الكاتب
Saif Abbas